نظيف في حواره للبرنامج الإذاعي قضايا الساعة
لا يوجد طالب سوبر يحصل علي
الدرجات النهائية في جميع المواد
أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن تطوير منظومة التعليم والجودة والاتاحة سواء في المرحلة الجامعية أو قبل الجامعية تعد من أولويات الحكومة, ومن أهم اهتماماتها وانها ماضية في التطوير بما يحقق هذا الهدف مع العمل علي ربط التعليم بسوق العمل, بما يضمن تخريج شباب علي مستوي لائق من الخبرة ويتيح للخريج فرص التشغيل, خاصة أن هناك تطورا في احتياجات سوق العمل تتطلب مهارات وامكانات..
وأشار إلي أن المؤتمر القومي لتطوير التعليم الذي عقد مؤخرا تحت رعاية الرئيس حسني مبارك, أكد ضرورة تحديث العملية التعليمية وعلي رأسها نظام الثانوية العامة باعتبار أن التعليم هو مفتاح وطريق التطور في العالم.
جاء ذلك في حواره مع البرنامج الاذاعي قضايا الساعة الذي يذاع اليوم الخميس والذي أداره عبدالرحمن رشاد رئيس شبكة البرنامج العام وبمشاركة الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب والكاتب الصحفي سليمان جودة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء في الحوار إلي أن تطوير نظام الثانوية العامة أصبح ضرورة بعد أن أصبحت بعبع الأسرة المصرية لما تسببه من أعباء نفسية ومادية هائلة علي الأسرة والطالب, وقال أن هناك زيادة في الآراء التي تطالب بعودة نظام امتحان السنة الواحدة بدلا من تقسيمها علي سنتين..
وأضاف أنه لوحظ خلال الأعوام الماضية ارتفاع نسبة المجاميع العالية بشكل مبالغ فيه وهو ارتفاع لايعكس بأي صورة سوي نبوغ أو عبقرية, بل يأتي من التركيز في الحفظ للوصول إلي هذه المجاميع المرتفعة.. خاصة وقد أصبح الهدف الرئيسي للطالب هو كيفية الحصول علي مجموع عال وليس التعليم أو اكتساب المعرفة أو تطوير القدرات.
وقال أن مؤشرات ونتائج النجاح هذا العام توضح بداية العودة إلي الحالة الطبيعية للمجاميع خاصة أن الحصول علي الدرجات النهائية في المجاميع مسألة طبيعية, حيث لايوجد شخص سوبر يحصل علي الدرجات النهائية في كل الأسئلة وفي كل المواد.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلي ضرورة العودة بالتعليم لتعظيم دور المدرسة, خاصة في الثانوية العامة, موضحا أن الطلبة أصبحوا تنقطع عن المدرسة ويتفرغون للدروس الخصوصية والاستعداد للامتحان, وهو ما يحرمهم من الأنشطة التعليمية الأخري.
وقال أن هناك طلبا متزايدا علي الالتحاق بالجامعات, غير أن المسألة المهمة هي مدي توفر فرص العمل للخريجين, كما تشير الاحصائيات إلي أن سوق العمل في مصر لا تحتاج إلا نحو30% من حملة الشهادات الجامعية, وأشار نظيف إلي أن هناك حوارا في وزارة الصحة ونقابة الأطباء حول ضرورة الحد من اعداد المقبولين بكليات الطب بسبب زيادة الخريجين عن احتياجات سوق العمل,بينما تحتاج مصر إلي اعداد كبيرة من الفنيين.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ضرورة تغييرالمفاهيم الاجتماعية والتي أطلق عليها عقدة الشهادة الجامعية التي تعتقد الأسرة المصرية أن هذه الشهادة هي جواز مرور للارتقاء المادي والاجتماعي, وتساءل قائلا: ما فائدة الشهادة الجامعية التي لا تؤهل للعمل ولا تدر دخلا؟ وأشار رئيس مجلس الوزراء الي أن موارد الحكومة محدودة, وبالتالي فهي تتجه للتوسع في الجامعات بشكل يتناسب مع قدراتها التمويلية, وكذلك مع احتياجات سوق العمل, ومع ذلك فإن من يرغب في استكمال تعليمه العالي ولم تستوعبه الجامعات والمعاهد الحكومية فأمامه الجامعات والمعاهد الخاصة.
كما أكد أن محور العملية التعليمية هو تأهيل المعلم وهي عملية ليست سهلة مع وجود أكثر من مليون مدرس تحتاج أحوالهم إلي التحسين.
وفي ختام الحوار دعا الدكتور نظيف إلي الاهتمام بالتعليم الفني وتطويره مشددا علي أهمية دخول ومساهمة الشركات الصناعية ومشاركتها في هذه المدارس وتقديم فرص تدريب علي التقنيات الحديثة لتخريج جيل ماهر من الفنيين علي مستوي المنافسة سواء الاقليمية أو العالمية, ومشيرا إلي أن هناك نحو500 مدرسة صناعية في مصر تحتاج إلي مزيد من التطوير والورشة والصيانة لتصل إلي المستوي اللائق في التعليم الفني.